Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Work Hours
Monday to Friday: 7AM - 7PM
Weekend: 10AM - 5PM
تمثل جودة التعليم مفهوماً متعدد الأوجه. وتشمل المدخلات الكافية )مثل توافر البنية الأساسية للتكنولوجيا(، والمعلمين الذين تم إعدادهم )مثل معايير المعلمين المتعلقة باستخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية(، والمحتوى ذي الصلة )مثل دمج الدراية الرقمية في المناهج الدراسية( ونتائج التعلّم الفردي )مثل الحد الأدنى من مستوى الكفاءة في القراءة والرياضيات(. بَيْد أنَّ جودة التعليم ينبغي أن تشمل أيضاً النتائج الاجتماعية. ولا يكفي أن يكون الطلاب أوعية متلقية للمعارف فحسب، بل يجب أن يتمتعوا بالقدرة على استخدامها للمساعدة في تحقيق التنمية المستدامة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وتبرز العديد من الآراء حول مدى قدرة التكنولوجيات الرقمية على تحسين جودة التعليم. ويجادل البعض بأنَّ التكنولوجيا الرقمية، من حيث المبدأ، تهيئ بيئات تعليمية نَشِطة، وتحفّز تجارب الطلاب، وتحاكي المواقف، وتيسّر التعاون وتوسع الروابط. إلا أنَّ آخرين يجادلون بأنَّ التكنولوجيا الرقمية تميل إلى دعم نهجٍ فردي إزاء التعليم، مما يقلّل من فرص المتعلّمين في التنشئة الاجتماعية والتعلّم من خلال مراقبة بعضهم البعض في بيئات الحياة الحقيقية. وعلاوةً على ذلك، وكما أنَّ التكنولوجيا الجديدة تتخطى بعض القيود، فإنها تترافق مع مشاكل خاصة بها أيضا.ً وقد ارتبطت زيادة الوقت الذي يُقضى أمام الشاشة بتأثيرٍ سلبي على الصحة الجسدية والعقلية. وإنَّ عدم كفاية الأنظمة في هذا المجال قد أفضى إلى استخدام غير مصرَّح به للبيانات الشخصية لأغراض تجارية. وساعدت التكنولوجيا الرقمية أيضاً في نشر المعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية، بما في ذلك من خلال التعليم.
وقد يكون إدخال تحسينات على مستوى الكفاءة أكثر طريقة واعدة تمكّن التكنولوجيا الرقمية من صنع الفرق في مجال التعليم. ويُنظر إلى التكنولوجيا باعتبارها قادرة على تقليل الوقت الذي يقضيه الطلاب والمعلمون في المهام الدنيا، بحيث يمكن استغلال هذا الوقت في أنشطة تعليمية أخرى أكثر جدوى. ومع ذلك، تبرز وجهات نظر متضاربة حول ما يمكن اعتباره أنشطة أكثر جدوى. وتعتبر طريقة استخدام التكنولوجيا في مجال التعليم أكثر تعقيداً من مجرد اعتبارها بديلاً للموارد. وقد تتمثل التكنولوجيا بنهجٍ “من نطاق أحادي الطرف إلى نطاق متعدد الأطراف”، أو بنهجِ “اتصال الأقران بالأقران”. وقد تتطلب من الطلاب التعلّم بمفردهم أو مع الآخرين، أو عبر شبكة الإنترنت أو خارجها، أو بشكلٍ مستقل أو شبكياً. وتوفر المحتوى، وتهيئ المجتمعات المحلية للمتعلّمين، وتربط بين المعلّمين والطلاب. وتتيح الوصول إلى المعلومات. ويجوز استخدامها في التعلّم النظامي أو غير النظامي، ويمكنها تقييم ما جرى تعلّمه. وتسُتخدم كأداة للإنتاجية والإبداع والاتصال والتعاون والتصميم وإدارة البيانات. وقد تكون قابلة للإنتاج بطريقة مهنيّة أو قد تتضمّن محتوىً ينشئه المستخدمون. وقد تكون خاصة بالمدارس أو مرتبطة بمكان محدد أو قد تتجاوز نطاق الزمان والمكان. وكما هو الحال في أي نظام معقد، تنطوي كل أداة من أدوات التكنولوجيا على مكونات فريدة من نوعها تتمثل في البنية الأساسية والتصميم والمحتوى والعملية التعليمية، وقد يدعم كل منها أنواعاً مختلفة من التعلّم.
تتطور التكنولوجيات بسرعة على نحوٍ يسمح بإجراء التقييمات التي يُسترشَد بها في اتّخاذ القرارات المتعلقة بالتشريعات والسياسات والأنظمة. تتَّسم البحوث المتعلقة بتكنولوجيا التعليم بنفس القدر من التعقيد الذي يكتنف التكنولوجيا ذاتها. فالدراسات تقيّم تجارب المتعلّمين من مختلف الأعمار باستخدام منهجيات مختلفة تُطبَّق في سياقات مختلفة مثل الدراسة الذاتية، والصفوف المدرسية والمدارس ذات الأحجام والسمات المختلفة، والبيئات غير المدرسية، وعلى مستوى المنظومة. ولا يمكن تكرار النتائج التي تنطبق في بعض السياقات في أماكن أخرى دائماً. ويمكن استخلاص بعض الاستنتاجات من الدراسات الطويلة الأجل في الوقت الذي تنضج فيه التكنولوجيات، غير أنَّ تدفق المنتجات التكنولوجية الجديدة لا ينتهي. وفي الوقت نفسه، لا يمكن قياس جميع التأثيرات بسهولة نظراً لانتشار التكنولوجيا في كل مكان وتعقيدها واستخدامها وتنوعها. وبإيجاز، بينما صدر الكثير من البحوث العامة حول التكنولوجيا في مجال التعليم، تبدو كمية البحوث المتعلقة بالتطبيقات والسياقات المحددة غير كافية، وهو ما يجعل من الصعب إثبات قدرة تكنولوجيا معينة على تعزيز نوع معين من التعلّم.
لماذا يُعتقد في معظم الأحيان أنَّ التكنولوجيا تستطيع التغلب على التحديات التعليمية الرئيسية؟ لفهم الخطاب حول التكنولوجيا في مجال التعليم، من الضروري النظر إلى ما وراء اللغة المستخدمة من أجل تعزيزها، وإلى المصالح التي تخدمها. من يضع إطاراً للمشاكل التي ينبغي أن تتصدّى لها التكنولوجيا؟ ما هي النتائج المترتبة على هذا الإطار بالنسبة إلى التعليم؟ من يروّج للتكنولوجيا في مجال التعليم باعتبارها شرطاً أساسياً لتحوّل التعليم؟ ما مدى مصداقية هذه الادعاءات؟ ما هي المعايير التي لا بد من وضعها من أجل تقييم مساهمة التكنولوجيا الرقمية الحالية والمحتملة في المستقبل في مجال التعليم بحيث يتسنى المفاضلة بين الغث والسمين منها. هل يمكن للتقييم أن يتجاوزَ التقديرات قصيرة الأجل للتأثيرات المترتبة على التعلّم، وأن يتضمَّن العواقب البعيدة المدى المحتملة للاستخدام العام للتكنولوجيا الرقمية في مجال التعليم؟
الادعاءات المبالغ بها حول التكنولوجيا ترتبط أيضاً بالتقديرات المبالغ بها لحجمها في السوق العالمية. في عام 2022 ، تراوحت تقديرات مقدمي المعلومات المتعلقة بالأعمال بين 123 مليار دولار أمريكي و 300 مليار دولار أمريكي. وغالباً ما يتم توقع هذه الأرقام للمستقبل، وهي تتنبأ بتوسع كبير، إلا أنها تخفق في توضيح الاتجاهات التاريخية والتحقق مما إذا كانت التوقعات السابقة قد أثبتت جدواها من عدمه. وعكفت هذه التقارير بشكلٍ روتيني إلى وصف التكنولوجيا باعتبارها أساسية في مجال التعليم، كما وصفت شركات التكنولوجيا باعتبارها عوامل مساعِدة ومعطِّلة. وما لم تتحقق التوقعات المتفائلة، تُلقى المسؤولية ضمناً على عاتق الحكومات كسبيلٍ لزيادة الضغط غير المباشر عليها بما يدفعها إلى زيادة مشترياتها من التكنولوجيا. ويوجَّه الانتقاد إلى التعليم باعتبار أنَّه يحدث التغيير ببطء ولكونه عالقاً في الماضي وبعيداً عن الابتكار. وتعزّز هذه المزاعم إعجابَ المستخدمين بالتطوّر إلى جانب خوفهم أيضاً من أن يُترَكوا خلف الركب.
وتسلط الأقسام أدناه الضوءَ على التحديات الثلاث التي يتناولها التقرير: الإنصاف والشمول )من حيث وصول الفئات المحرومة إلى التعليم والوصول إلى المحتوى(، والجودة )من حيث التعليم من خلال التكنولوجيا الرقمية( والكفاءة )من حيث إدارة التعليم(. وبعد تحديد الإمكانات التي تتمتع بها التكنولوجيا لمواجهة هذه التحديات، يناقش التقرير ثلاثة متطلبات لا بد من الوفاء بها لتحقيق هذه الإمكانات: الوصول العادل، والحوكمة والتنظيم الملائمَين، وكفاية قدرات المعلمين.